الجسر المعلق الأكثر إثارة في أيرلندا الشمالية
بلاد الشواطيء الوعرة
لعل مقاطعة "أنترم" هي الأكثر شهرة من بين المقاطعات الست التي تشكّل أيرلندا الشمالية. وفيها تقع عاصمتها، بلفاست، إضافة إلى واحدة من أعظم المعالم السياحية الساحلية: إنه الممر الساحلي "جاينت كوزواي".
ويضم ذلك الممر منطقة هائلة من أعمدة البازلت المتداخلة والناجمة عن ثوران بركاني وقع قبل 60 مليون سنة مضت.
لكن هناك ما هو أكثر من عاصمة تحب الفنون ومن أحد مواقع اليونيسكو للتراث العالمي في هذه المنطقة الوعرة، بشواطئها الممتدة لأكثر من 200 كليومتر، فهي تحوي أيضا مناظر مذهلة من ألوان زرقاء وخضراء، ملأى بقلاع القصور الوسطى، وجسور متداعية، ووديان ملونة تجذبك لاستكشافها.
أطلال معقلٍ من القرون الوسطى
تقع قلعة "دَنلووس" على أطراف قرية "بورتبالينتري" الصغيرة. وتظهر القلعة فوق صخور ناتئة من البازلت، وتجاور منحدراً شديداً. إنها من بين أقدم الأطلال في مقاطعة "أنترم".
قرية مخفية بإتقان
ظلت البلدة مطمورة تحت الأرض بعمق 30 سنتيمتر حتى بدأت الحفريات الأثرية عام 2007 لتكشف آثاراً تدل على أصلها، إضافة إلى ثرائها ورفاهيتها.
شملت الاكتشافات الأخيرة شارعاً مرصوفاً يمتد من البلدة إلى القلعة، وكرة حديدية، ونقود معدنية يعود تأريخها إلى عهد الملكة اإيزابيث الأولى، وتشارلز الأول.
ملاذ صخري لصيادي السمك
إنه جسر يعلو 30 متراً فوق سطح البحر ويمتد لمسافة 20 متراً. بُنيت بلدة "كاريك ـ أـ ريد" لأول مرة في القرن السابع عشر من قبل صيادي السمك الذي كانوا يريدون التحقق من شباكهم لصيد سمك السلمون في الأسفل. وقد استعملوا الكهوف والمغارات الكبيرة المنتشرة في الجزيرة كملاذ لهم من الأجواء المضطربة.
الجسر المطل على المحيط الأطلسي
أصبح الجسر المعلق، في يومنا هذا، نقطة جذب لمن يجد في نفسه الجرأة الكافية كي يسير عليه.
كان في وقت مضى مسنوداً فقط بحافتين ضعيفتين، عبارة عن حبل واحد في كل جانب، لكن جرى تثبيته شيئاً فشيئاً منذ سبعينيات القرن الماضي.
كما جرى شد الجسر الحالي بحبال ملتوية مع ألواح من خشب الشوح في عام 2008. وفي الأسفل، تمتزج ألوان مياه البحر الزرقاء والخضراء بينما تتراقص في الأفق مناظر خلابة تحبس الأنفاس لجزيرة "راثلين" وشاطيء "كوسواي" والجزر الأسكتلندية.
النباتات المدهشة للجزيرة
في فصلي الربيع والصيف، ترى ألوان النتوءات الصخرية المحيطة بجسر "كاريك ـأـريد". غير أنك سترى أكثر ألوان مقاطعة "أنترم" النابضة بالحياة بعيداً عن الشاطيء، في وديان مثل "غليناريف". إنه واحد من تسعة وديان صغيرة منعزلة في "أنترم" تمتد من "تلال أنترم" إلى الشاطيء الشمالي.
يشتهر أكبر الوديان التسعة، وهو وادي "غليناريف"، بوجود "متنزه غابات غليناريف"؛ إنه رقعة واسعة النطاق من الغابات بشلالاته الساحرة ومسالك على جانبي النهر وممرات وحقول من أزهار الجريس ذات الأوراق المستدقة
هضاب "أنترم" الساحرة
وقد صُنِفت وديان "أنترم" التسعة في عام 1988 باعتبارها من "مناطق الجمال الطبيعي الأخاذ".
تكوّنت هذه الوديان خلال العصر الجليدي نتيجة جريان الأنهار الجليدية عبر التلال الشديدة الانحدار ضمن هضاب المنطقة. ومن يقطنون في بلدات هذه الوديان ـ باليكاسل، وترفووت، وكوشيندام، وغلينآرم ـ هم في المقام الأول من أحفاد الأيرلنديين الأصليين، ومن قبائل "ألستر" و "هيبردين" الأسكتلندية.
Add Your Comments